للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومرداس بن نهيك، قال الكلبي فيه: الفدكي، وقال أبو عمر: الفزاري (١). وقال ابن منده: مرداس بن عمر. وروى أبو سعيد قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فيها أسامة إلى بني ضمرة، فذكر قتل أسامة له، وعن ابن إسحاق: حدثني شيخ من أسلم، عن رجال من قومه قالوا: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غالب بن عبد الله الكلبي -كلب ليث- إلى بني مرة وبها مرداس بن نهيك -حليف لهم من بني الحرقة- فقتله أسامة (٢).

فصل:

قتل أسامة لهذا الرجل إنما ظنه كافرًا، وجعل ما سمع منه من الشهادة تعوذًا من القتل، وأقل أحوال أسامة في ذلك أن يكون قد أخطأ في فعله؛ لأنه إنما قصد إلى قتل كافر عنده، ولم يكن عرف بحكمه - عليه السلام - فيمن أظهر الشهادة بالإيمان أنه يحقن دمه، فسقط عنه القَوَدُ؛ لأنه معذور بتأويله، وكذلك حكم كل من تأول فأخطأ في تأويله معذور بذلك، وهو في حكم من رمى من يجب له دمه فأصاب من لا يجب قتله؛ (لأنه لا يرد) (٣) عليه، وما لقي أسامة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتله هذا الرجل الذي ظنه كافرًا من اللوم والتوبيخ حتى تمنى أنه لم يسلم قبل ذلك اليوم آلي على نفسه أن لا (يقاتل) (٤) مسلما أبدًا، وكذلك (تخلفه) (٥) عن علي يوم الجمل وصفين، فهو تعليم له ولغيره.


(١) "الاستيعاب" ٣/ ٤٤٣ (٢٣٩٨).
(٢) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام ٤/ ٢٩٨.
(٣) كذا بالأصل، وفي "شرح ابن بطال" ٨/ ٤٩٨: (أنه لا قود) وهو أوجه.
(٤) في (ص ١): يقتل.
(٥) في الأصل: (نقله) غير منقوطة، والمثبت هو الملائم للسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>