للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن سعد: يقولون: إنه صدوق (١). ووثقه يعقوب بن سفيان الفسوي.

قال (٢): وخبر الجلاس (مرسل) (٣)؛ لأن راويه عروة: أنه - عليه السلام -، وليس فيه أيضًا ذكر القسامة، ولا أنه وجد قتيلًا بينهم، إنما فيه أنه قتل فيهم، فالعقل عليهم على هذا، وهذِه صفة قتل الخطأ (٤).

قلت: عمير بن سعد راويه كان عاملًا لعمر على حمص، وتوفي بعد عمر، فسماع عروة منه غير ممتنع؛ يوضحه قول عروة آخره: فما زال عمير مكينًا عند الناس حتى مات (٥). فهذا إخبار من عروة برؤيته ومشاهدته، وإذا كان كذلك، كان حديثه هذا غير مرسل.

ثم قال ابن حزم: وأما حديث عمرو بن أبي خزاعة فمرسل، وعمرو مجهول (٦).

قلت: عمرو مذكور في كتب الصحابة فلا تضر جهالته (٧).

قال ابن حزم: وأما ما ذكروا عن عمر وعلي فالذي عن علي لا يصح البتة؛ لأنه عن أبي جعفر وهو منقطع، وعن الحارث وقد وصفه الشعبي بالكذب، وفيه أيضًا الحجاج بن أرطأة، والرواية عن عمر غير صحيحة، ولا يعلم في القرآن ولا السنة الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولا في الإجماع


(١) "الطبقات الكبرى" ٦/ ٣٨٠.
(٢) يعني: ابن حزم.
(٣) من (ص ١) وسقطت في الأصل.
(٤) "المحلى" ١١/ ٨٦.
(٥) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ١٠/ ٤٦ - ٤٧ (١٨٣٠٣).
وفيه: (فما زال عمير منها بعلياء حتى مات).
(٦) "المحلى" ١١/ ٨٦.
(٧) انظره في: "معرفة الصحابة" لأبي نعيم ٤/ ٢٠٣٦ (٢١٠٣) "الاستيعاب" ٢/ ٢٥٨ (١٩٣٣)، "أسد الغابة" ٤/ ٢٢١ (٣٩١١)، "الإصابة" ٢/ ٥٣٥ (٥٨٢٤).
قال ابن عبد البر: في صحبته نظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>