للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الغرر (١).

وهذِه الرواية أحسن من قول ابن القاسم (وغيره) (٢).

فإن قلت: ما وجه قوله: (ما قال لي لشيء) .. إلى آخره. وظاهره يدل أنه تكرير يدخل فيه القسم الأول.

قيل: إنما أراد أنه لم يلمه في القسم الأول على شيء فعله وإن كان ناقصًا عن إرادته، ولا لامه في القسم الآخر على شيء ترك فعله خشية الخطأ فيه، فتركه أنس من أجل ذلك، فلم يلمه على تركه إذا كان يتجوزه منه لو فعله، وإن كان ناقصًا عن إرادته.

وإلى هذا أشار بقوله: (هذا هكذا)؛ لأنه كما يجوز عنه ما فعله ناقصًا عن إرادته، فله أن يتجوز عنه ما لم يفعله خشية مواقعة الخطأ فيه لو فعله ناقصًا؛ لشرف خلقه وحلمه.

فصل:

وقوله في أنس: "غلام كيس". الكيس خلاف الحمق. والرجل كيس مكيس، أي: ظريف قال (٣):

أما تراني كيسا مكيسا … بنيت بعد نافع مكيسا

(وقيل: الكيس: العاقل، والمعنى متقارب) (٤).


(١) انظر: "المدونة" ٣/ ٤٠٣.
(٢) من (ص ١).
(٣) ورد بهامش الأصل: لعله سقط: الراجز.
(٤) من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>