للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحرورية: هم الذين قال فيهم الشارع "يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم" وهم المارقة الذين قال فيهم "سيخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين" إلى آخره، وأولهم ذو الخويصرة وآخرهم ذو الثدية وخروجهم قسمان: بدعتهم في الإمامة إذ جوزوها في غير قريش وكل من ينصبونه برأيهم، وهم أشد الناس قولًا بالقياس، وجوزوا ألا يكون في العالم إمام أصلاً، وإن احتيج إليهم فيجوز ولو عبدًا، وتخطيئهم عليًّا في التحكيم، وزادوا إلى الكفر واللعن وطعنوا على عثمان للأحداث التي عدوها، وطعنوا في أصحاب الجمل وصفين.

وقال الإسفرائيني في "تبصيره": يزعمون أن عليًّا وعثمان وأصحاب المل وصفين والحكمين وكل من رضي بالحكمين كفروا كلهم، وأن من أذنب ذنبًا من المسلمين فهو كافر ويخلد في النار، وهم عشرون فرقة.

وقال الآجري: لم يختلف العلماء قديمًا وحديثًا أن الخوارج قوم سوء عصاة لله ولرسوله، وهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، وهم الشراة الأرجاس الأنجاس (١).

وبإسنادنا إلى المبرد قال: جاء في الحديث أن عليًّا تلى بحضرته {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣)} الآية [الكهف: ١٠٣]. فقال علي - رضي الله عنه - أهل حروراء منهم (٢)، ويروى عن أبي الجلد أنه نظر إلى نافع بن الأزرق وإلى توغله وتعمقه، فقال: إني أجد لجهنم سبعة أبواب وأن أشدها حرًّا للخوارج فاحذر أن تكون منهم (٣).


(١) "الشريعة" ص ٢٣.
(٢) "الكامل في اللغة والأدب" ١/ ٢٣٦.
(٣) المرجع السابق ١/ ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>