للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الحسن بن أبي الحسن: دعاهم علي - رضي الله عنه - إلى دين الله: {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ} الآية [نوح: ٧] فصار إليهم أبو الحسن فطحنهم طحنًا.

وعند عبد الرزاق، عن معمر، عن أبيه أن رجالًا سألوا ابن سيرين فقالوا: أتينا الحرورية زمان كذا وكذا، فإذا هم لا يسألون عن شيء غير أنهم يقتلون من لقوا، فقال ابن سيرين: ما علمت أن أحدًا كان يتحرج من قتل هؤلاء (١).

فصل:

قام الإجماع على أن الخوارج إذا خرجوا على الإمام (العدل) (٢) وشقوا عصى المسلمين ونصبوا راية الخلاف أن قتالهم واجب، وأن دماءهم هدر، وأنه لا يتبع مهزومهم ولا يجهز على جريحهم (٣).

قال مالك: فإن خيف منهم عودة أجهز على جريحهم وأتبع مدبرهم (٤)، وإنما يقاتلون من أجل خروجهم علي الجماعة، والدليل على ذلك أنه - عليه السلام - إنما أذن في قتلهم عند خروجهم لقوله: "يخرج في آخر الزمان قوم سفهاء الأحلام" ثم قال: "فأينما لقيتموهم فاقتلوهم" فبان بذلك أنه لا سبيل للإمام على من كان يعتقد الخروج عليه أو يظهر ذلك بقول ما لم ينصب حربًا أو يخف سبيلاً، وهذا إجماع من سلف الأمة وخلفها، كما نبه عليه الطبري، وقد سئل الحسن


(١) "مصنف عبد الرزاق" ١٠/ ١١٩ (١٨٥٧٩).
(٢) من (ص ١).
(٣) "مراتب الاجماع" ص ٢٠٩، "الإقناع" ٣/ ١٠٨٩.
(٤) انظر: "النوادر الزيادات" ١٤/ ٥٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>