للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال مالك: ما وجده أحد من ماله بعينه عندهم أخذه (١)، وهو قول الكوفيين والأوزاعي والشافعي (٢)، وقد روي عن بعض أهل الكلام وأهل الحديث أن أهل البدع كفار ببدعهم، وهو قول أحمد (٣)، وأئمة الفتوى بالأمصار على خلاف هذا، وروي عن مالك التكفير فيمن يقول بخلق القرآن، فإن احتج من كفرهم بحديث أبي سعيد: "يخرج في هذِه الأمة" ولم يقل: منها، وهو دليل على أنهم ليسوا من جملة المؤمنين، وقد تقدم: "إن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد"، فيقال لهم: وقد روي في حديث أبي سعيد أنه - عليه السلام - قال: "يخرج من أمتي" وقد أسلفناه، وساقه ابن بطال من حديث مجالد عن أبي الوداك عنه (٤)، وحديث أبي ذر "إن بعدي من أمتي" وحديث ابن عباس "ليقرأن القرآن ناس من أمتي ثم يمرقون"، وحديث عائشة: "هم شرار أمتي" وقوله: "قتل عاد" هو بالرفع على الأكثر، أي: مثل قتلهم، وروي بالفتح أي: على مثل قتلهم، وقتلهم إنما كان على الكفر.

فصل:

روينا في كتاب أبي جعفر القابسي في المنام الذي رأى به سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفيه قلت: يا رسول الله، الخبر الذي رواه كعب بن مالك وأبو أمامة وأنس أن أمتك تفترق على ثلاث وسبعين فرقة. قال: بلى، ستفترق أمتي كل هذِه الفرق، وستدركهم رحمة الله وشفاعتي.


(١) "المدونة" ١/ ٤٠٧.
(٢) "مختصر اختلاف العلماء" ٣/ ٥٢٠، "الإشراف" ٣/ ٣٥٦.
(٣) "المغني" ١٢/ ٢٥٦.
(٤) "شرح ابن بطال" ٨/ ٥٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>