كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح

٨٨ - كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم - ٦ - باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم - ج: 31 - ص: 570

الحرب والجهاد (١)، وشيء في باب المعاريض مندوحة عن الكذب في كتاب الأدب (٢) بما يقتضيه التبويب.

فصل:

ومعنى الحرب خدعة أي: ينقضي أمرها بخدعة واحدة، ولغة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفتح، ويروى: بالضم وفيه الكسر أيضًا.

وقوله: ("في آخر الزمان") يعني: زمن الصحابة، قاله ابن التين.

وقوله: ("أحداث الأسنان") أي: شباب، يقال: رجل حدث، فإن ذكرت السن قلت: حديث السن، وجمع حديث حداث ككريم وكرام.

قال ابن التين: ورويناه بضم الحاء وتشديد الدال.

وقوله: ("سفهاء الأحلام") أي: عقولهم رديئة، قال الداودي: (ويقول) (٣) أمثالهم سفهاء.

وقوله: ("يقولون من خير قول البرية")، أي: يحسنون القراءة ويحرفون في التأويل.

قال الجوهري: والحنجرة: الحلقوم (٤)، وقال الداودي: هي في الحلق عند المذبح، والمعنى: أنهم لما تأولوا القرآن على غير تأويله لم يرتفع إلى الله ولا أثابهم عليه، إذ كانت أعمالهم لهم مخالفة لسفك دماء من حرم الله دمه وأخافهم سبيله، ويشهد لهذا قوله تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} الآية [فاطر: ١٠]، فبان بهذا أن الكلم الطيب

---

(١) سلف برقم (٣٠٣١) كتاب: الجهاد والسير.
(٢) سلف برقم (٦٢٠٩).
(٣) من (ص ١).
(٤) "الصحاح" ٢/ ٦٢٤.