للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن يكون اختصر من المنام أو سقط عن بعض الرواة منه ما لو ذكر لدل على أنه من الأضغاث، وأما العابرون فيتكلمون في كتبهم على قطع الرأس ويجعلونه في الجملة دلالة على مفارقة ما فيه الرأي من مفارقة النعم، أو يفارق من هو فوقه، ونزول سلطانه وتغير حاله في جميع أموره، إلا أن يكون عبدًا فيدل على عتقه أو مريضًا فعلى شفائه إلى غير ذلك. وذكر ابن قتيبة (١): أن رجلاً قال: يا رسول الله، رأيت كأن رأسي قطع وأنا انظر إليه بإحدى عيني. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -وقال: "بأيهما كنت تنظر" فلبث ما شاء الله ثم قبض النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعبر الناس الرأس بالنبي والنظر إليه باتباع السنة (٢).

فصل:

ولابن ماجه من حديث جابر قال رجل: يا رسول الله، رأيت البارحة كأن عنقي ضربت وسقط رأسي فاتبعته فأخذته فأعدته. فقال - عليه السلام -: "إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدثن الناس" (٣). وفي رواية أبي الزبير: "إذا حلم أحدكم فلا يخبر الناس بلعب الشيطان به في المنام" (٤). وله عن عوف بن مالك مرفوعًا: "إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من أربعة وأربعين جزءًا من النبوة" (٥).


(١) في كتابه الموسوم بـ "الأصول لعبارة الرؤيا" كذا أسماه المازري وهو المنقول عنه الآن.
(٢) انتهى من "المعلم بفوائد مسلم" ٢/ ٢٩٧.
(٣) "سنن ابن ماجه" (٣٩١٢).
(٤) ابن ماجه (٣٩١٣). وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٤٩٦).
(٥) ابن ماجه (٣٩٠٧). وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٨٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>