للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرى: "فلينفت"وفي ثالثة: "فليتفل" وأكثر الروايات على الثاني، وادعى بعضهم أن معناها واحد، ولعل المراد بالجميع النفث، وهو نفخ بلا ريق، ويكون التفل والبصق محمولين عليه مجازًا.

فصل:

وقوله: ("فإنها لا تضره") معناه: أن الله تعالى جعل هذا سببًا لسلامته من مكروه يترتب عليها، كما جعل الصدقة وقاية للمال وسببًا لدفع النبلاء، وينبغي الجمع بين هذِه الروايات كلها ويعمل بها كلها كما نبه عليه النووي، فإذا رأى ما يكرهه نفث عن يساره ثلاثًا قائلاً: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن شرها، وليتحول إلى جنبه الآخر وليصل ركعتين. قلت: ويقرأ آية الكرسي كما سلف في تلك الرواية، فيكون قد عمل بجميع الروايات (١)، وإن اقتصر على بعضها أجزأه في دفع ضررها بإذن الله كما صرحت به الأحاديث.

قال عياض: وأمر بالنفث ثلاثًا طردًا للشيطان الذي حضر رؤياه المكروهة وتحقيرًا له واستقذارًا وخصمت به اليسار؛ لأنها محل المكروهات والأقذار (٢).

وقوله: "ولا يذكرها لأحد" وفي لفظ: "ولا يحدث بها أحدًا" فسببه أنه ربما فسره تفسيرا مكروهًا على ظاهر صورتها، وكان ذلك محتملاً فوقعت بتقدير الله كذلك، فإن الرؤيا -كما جاء في حديث أبي رزين وقالى الترمذي: صحيح- "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا تحدث بها سقطت" (٣).


(١) ورد بهامش الأصل: حاشية: ولا يخبر بها، كما سيأتي قريبًا.
(٢) "إكمال المعلم" ٧/ ٢٠٧.
(٣) تقدم تخريجه قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>