ليس لي إلا هذا الولد، ورأيت في المنام أني ذبحته، ثم جعلت أقطعه عضوًا عضوًا وطبخته في قدر، فقال:"يا رؤيا اخرجي". فخرجت امرأة جميلة بيضاء فقال لها:"هل أريت هذِه شيئًا؟ ". قالت: لا يا رسول الله. فقال:"يا حلم اخرجي" فخرجت امرأة أدماء فقال: "هل أريت هذِه شيئًا؟ ". قالت: لا. فقال:"يا ضغث اخرجي". فخرجت امرأة ميتة، فقال:"هل أريت هذِه شيئًا؟ ". قالت: نعم. فقال:"وما حملك؟ ". قالت للمرأة: أن أحزنها، فقال للمرأة:"اذهبي فلا بأس عليك".
قال القيرواني: ورأيت نحوه في بعض الكتب أن فاطمة رأت كأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها والحسن والحسين نائمان، فأطعمهما فاكهة فشرقا. فأخبرت رسول الله بذلك فنادى عن يمينه:"يا رؤيا". فأجابه صوت، فقال:"أنت أريت فاطمة هذه". قالت: نعم، فناولهما - عليه السلام - فاكهة كانت عنده، فأكلا ولم يصبهما شيء.
قال القيرواني: هذا إن صح فيحمل على صدق رؤيا فاطمة؛ لذكر الشارع فيهما، وموت ولديها متولد من حذر النفس وإشفاقها، وهو مضاف إلى الشيطان، وهذا من الباطل الذي وصف المفسرون أن الشيطان يدخله على النائم في الرؤيا الصالحة؛ ليفسدها عليه حسدًا له.
فصل:
ذكر الإسماعيلي في حديث أبي قتادة أمرين:
أولهما: لما رواه عن ابن ناجية، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ومحمد بن سليمان لوين، قال: لم يتجاوز لوين في حديثه أبا سلمة أنه - عليه السلام - قال:"الرؤيا الصالحة .. " الحديث، وهذا منه ترجيح للإرسال على الإسناد؛ لأن محمد بن سليمان حافظ.