للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صدره واشتد جزعه بما دهمه من قومه، وهو يأوي إلى الله أشد الأركان، (قال) (١): "فما بعث الله نبيًّا بعد لوط إلا في ثروة من قومه" (٢) ولا يخرج هذا لوطًا من صفات المتوكلين على الله، الواثقين بتأييده ونصره، لكن لوطًا - عليه السلام - أثار منه الغضب في ذات الله ما يثير من البشر فكان ظاهر قول لوط كأنه خارج عن التوكل، وإن كان مقصده مقصد المتوكلين.

فنبه الشارع على ظاهر قول لوط تنبيهه على ظاهر قول إبراهيم، وإن كان مقصده غير الشك، لكن لأنهم كانوا صفوة الله المخلصين بغاية الإكرام ونهاية القوة، لا (يُقنَع) (٣) منهم إلا بظاهر مطابق للباطن بعيد من الشبهة؛ إذ العتاب والحجة من الله على قدر ما يصنع فيهم، وفي كتاب مسلم عن بعض رواة الحديث، قال: إنما شك إبراهيم هل يجيبه الله أم لا؟

فصل:

قوله تعالى: {أَعْصِرُ خَمْرًا} [يوسف: ٣٦] أي: عنبا أو عنب خمر أو ما يئول إليه كقوله: الحمد لله العلي المنان جاعل الثريد في رءوس العيدان يعني: السنبل، فسماه ثريدًا؛ لأن الثريد منه.

وقوله: {نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ} الآية [يوسف: ٣٦] قيل: معناه: إنا نراك تحسن العبادة، وقيل: كان يعين المظلوم، وينصر الضعيف، ويعود المريض، ويوسع للرجال، فحاد عن جوابهما إلى غير ما سألاه عنه. قال: {لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ} الآية [يوسف: ٣٧]. قال ابن جريج:


(١) في الأصل: (قالوا).
(٢) رواه الترمذي (٣١١٦) وقال: وهذا حديث حسن. وابن حبان في "صحيحه" ١٤/ ٨٦ - ٨٧ (٦٢٠٦).
(٣) في الأصل: يتبع.

<<  <  ج: ص:  >  >>