للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

به ولم يره؛ لأنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل موته. وقال الداودي عن بعض العلماء: معنى "من رآني في المنام" أي: على صورته، قالوا: لأنه قد يراه البر والفاجر، والخبر عنه لا يؤخذ خلافه.

ومعنى: "لا يتمثل بي": لا يتشبه. كما جاء في رواية: "أنى يتكون في صورتي"وكذا قوله: ("لا يتكونني"). أي: لا يكون في مثل صورتي فقد منعه الله من ذلك. وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكون ذلك إذا رآه على الصفة المعروفة له في حياته، فإن رأى على خلافها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة (١).

(وضعفه النووي وقال: الصحيح أنه يراه حقيقة) (٢) سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها. كما ذكره المازري (٣).

فصل:

ذكر أبو الحسن علي بن أبي طالب في "مدخله الكبير" أن رؤية سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدل على الخصب، والإمطار، وكثرة الرحمة، ونصر المجاهدين، وظهور الدين، وظفر الغزاة والمقاتلين، ودمار الكفار، وظفر المسلمين بهم، وصحة الدين إذا رُئي في الصفات المحمودة، وربما دل على الحوادث في الدين وظهور الفتن والبدع إذا رئي في الصفات المكروهة، وقد يعبر به عن الباري تعالى؛ لأنه قرن طاعته بطاعته.


(١) "إكمال المعلم" ٧/ ٢٢٠.
(٢) من (ص ١).
(٣) "مسلم بشرح النووي" ١٥/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>