للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأمصار وجباية الأموال فذلك ضعف نزعه.

وأما عمر فطالت أيامه واتسعت ولايته، وفتح الله على يديه العراق والسواد وأرض مصر وكثيرًا من بلاد الشام، وقد غنم أموالها وقسمها في المسلمين، فأخصبت رحالهم، وحسنت بها أحوالهم، فكان جودة نزعه مثلًا لما نالوا من الخير في زمانه (١).

وذكر الطبري مثله عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: فتأول الناس معنى قوله: "حتى ضرب الناس بعطن" بأبي بكر وعمر. قال الخطابي: والعرب تضرب المثل في المفاخرة والمغالبة بالمساقاة والمساجلة، فتقول: فلانًا يساجل فلانًا أي: يقاومه ويغالبه، وأصل ذلك أن يستقي ساقيان، فيخرج كل واحد منهما في سجله ما يخرج الآخر فأيهما نكل غلب. قال العباس بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب (٢) وهو على بئر:

من يساجلني يساجل ماجدًا … يملأ الدلو إلى عقد الكرب (٣)

فسمعه الفرزدق فنضا ثيابه فقال: أنا أساجلك إدلالاً منه بآبائه. فلما انتسب له العباس لبس ثيابه، وقال: ما يساجلك إلا ابن فاعلة.


(١) ليست في الأصول؛ أثبتناها من "غريب الحديث"، و"شرح ابن بطال" لمناسبتها للسياق.
(٢) كذا نسبه في الأصول، والصواب: الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب ويلقب بالأخضر اللهبي.
انظر: "الأغاني" ١١/ ١٨٨، "مجمع الأمثال" ١/ ٢١٤.
وترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٨/ ٣٣٥.
(٣) "غريب الحديث" للخطابي ١/ ٤٣٢ - ٤٣٣، وانظر: "شرح ابن بطال" ٩/ ٥٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>