للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأصله -فيما يقال- أنه نسب إلى عبقر؛ موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن، قال لبيد:

................. كهول وشبان كجنة عبقر.

ثم نسبوا إليه كل ما تعجبوا من حرفة أو جودة صنعته ولونه، وهو واحد وجمع، والأواني عبقرية. وقال الداودي: عبقر قرية يصنع بها الديباج الحسن، ومن هذا قيل للبسط: عبقرية.

وقوله: (يفرى فَرِيَّه). أي: يعمل عمله ويقول كقوله، وهو مشدد الياء، ومنه قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم: ٢٧] وأنشد فيه قول الراجز:

قد أطعمتني دقلاً حوليًّا .... مسوسًا ومدودًا مجريًّا

قد كنت تفري به الفريَّا

أي: قد كنت تكثرين فيه القول وتعظمينه، ومسوِس -بكسر الواو- وكذا مدوِد، يقال: ساس الطعام وأساس وسوس أيضًا، وكذلك داد وداود ودود، وقال الخليل: يقال في الشجاع: ما يفري أحد فريه، مخففة الياء، ومن شدد أخطأ.

والعطن ما حول الحوض والبئر من مبارك الإبل للشرب عللاً بعد نهل، ومعنى ضربت بعطن: بركت. قال ابن السكيت: وكذلك تقول: هذا عطن الغنم (١). قال في "المجمل" عن بعض أهل العلم باللغة: لا تكون أعطان الإبل إلا على الماء، فأما مباركها في (المرابد) (٢) أو عند الحي، فهي المأوى، ويكون مُناخها مراحًا أيضًا، والعطن


(١) "إصلاح المنطق" ص ٣٢٧.
(٢) في (ص ١): (البرية).

<<  <  ج: ص:  >  >>