للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزمان، ويخلف له هنا من الناس لا عقول لهم". ثم قال الأشعري: والله إني لأظنها تدركني وإياكم، وايم الله لي ولكم منها مخرج إن أدركتنا مما عهد إلينا نبينا ألا نخرج منها كما دخلنا فيها (١). وعند ابن أبي حاتم: "ولكن قتلكم أنفسكم". وقال أبوه: هو وَهمٌ (٢).

فصل:

قد سلف في تقارب الزمان هل هو اعتدال الليل والنهار، أو إذا دنا قيام الساعة أو الساعات والأيام والليالي تقصر. وقال الطحاوي: قد يكون معناه تقارب أحوال أهله في ترك طلب العلم خاصة والرضا بالجهل وذلك؛ لأن الناس لا يتساوون في العلم؛ لتفاوت درجه قال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}

وإنما يتساوون إذا كانوا جهالًا. وقال ابن بطال: معناه -والله أعلم- تفاوت أحواله في أهله في قلة الدين؛ حتى لا يكون فيها من يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر؛ لغلبة الفسق وظهور أهله، وقد جاء في الحديث" لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا فإذا تساووا هلكوا"، يعني لا يزالون بخير ما كان فيهم أهل فضل وصلاح وخوف لله؛ يلجأ إليهم عند الشدائد ويستشفى بآرائهم، ويتبرك بدعائهم، ويؤخذ بقولهم وآثارهم. وذكر الخطابي أن حديثه الآخر أنه: "يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة" (٣)، فان حماد بن سلمة قال: سألت عنه أبا سليمان فقال:


(١) "سنن ابن ماجه" (٣٩٥٩).
(٢) "علل ابن أبي حاتم" ٢/ ٤٢٦.
(٣) رواه الترمذي (٢٣٣٢)، من حديث أنس، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (١٩٠١)

<<  <  ج: ص:  >  >>