للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والإمساك عن ذكر زللهم ونشر محاسنهم، وكل من ذهب منهم إلى تأويل فهو معذور، وإن كان بعضهم أفضل من بعض وأكثر سوابق.

فصل:

وقيل: معنى الحديث التحذير من الوقوع في الفتن التي لا يعلم حقيقة الظالم فيها من المظلوم، فكان الصحابة في ذلك بين متأول يرى نفسه على حق، وآخر يرى أنه أحق منه في تأويله، وآخر كاف عن الدخول فيها.

فصل:

وقوله: ("كان حريصًا على قتل صاحبه") جعله مأثومًا بالحرص، وهذا احتج به القاضي ابن الطيب؛ لأنه يقول: من عزم على المعصية ووطن عليها مأثوم في اعتقاده وعزمه. والفقهاء على خلافه لا يرون عليه شيئًا، وتأولوا هذا الحديث على أن الإثم متعلق فيه بالفعل؛ لأنه قال: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما" فتعلق بالفعل والمقاتلة، وهو الذي وقع عليه اسم الحرص هنا.

واحتج الفقهاء بقوله - عليه السلام -: "من هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه" (١)، وانفصل عن ذلك على أنه لم يوطن نفسه على فعلها، وإنما مرَّ ذلك بتفكيره من غير استقرار. وهذا محمول عنه بقوله: "وما (حدثت) (٢) به أنفسها" (٣)، وأما ما نواه ووطن نفسه عليه فهو مؤاخذ به بدليل هذا الحديث، وبقوله: "إنما الأعمال بالنيات" (٤)، والنية


(١) سلف برقم (٦٤٩١)، ورواه مسلم (١٣١).
(٢) بياض بالأصل، والمثبت من (ص ١).
(٣) سلف برقم (٥٢٦٩)، ورواه مسلم (١٢٧).
(٤) سلف برقم (١)، ورواه مسلم (١٩٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>