للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما تقارف نساء الجاهلية فتفضحها على أعين الناس. فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به (١).

فصل:

قوله: (حتى أحفوه). هو بهمزة مفتوحة ثم حاء مهملة ساكنة ثم فاء، أي: ألحفوا وألحوا، ومنه {فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا}: [محمد: ٣٧] أي: تبالغوا في مسألتكم. قال صاحب "الأفعال": أحفى الرجل في السؤال: ألح (٢). وفي التنزيل: {فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا}. أي: يلح عليكم فيما يوجبه في أموالكم، ولما ألحوا عليه في المسألة كره مسائلهم، وعز على المسلمين ما رأوا من الإلحاح عليه والتعنت له وتوقعوا عقوبة الله أن تحل بهم، ولذلك بكوا، فمثل الله له الجنة والنار، وأراه كل ما يسأل عنه في ذلك الوقت، فقال: "لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم". وقال للرجل: "أبوك حذافة".

فصل:

وفي هذا الحديث فضل عمر- رضي الله عنه - ومكانه من الحماية عن الدين والذب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ قال: (رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا). ومنع من تعنته والإلحاح عليه؛ لأن الله تعالى قد أمر بتعزيره وتوقيره، وألا يرفع الصوت فوق صوته واستعاذ بالله من (شر) (٣) الفتن، وكذلك استعاذ رسوله - صلى الله عليه وسلم - من شر الفتن، واستعاذ من


(١) رواه مسلم (٢٣٥٩/ ١٣٦ كتاب: الفضائل، باب: توقيره - صلى الله عليه وسلم -، وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه.
(٢) "الأفعال" لابن القوطية ص ٤٥، بلفظ: استبلغ.
(٣) من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>