للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال مسدد: حارثة أخو عبيد الله بن عمر لأمه.

وحديث أبي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ (عَظِيمَتَانِ) (١)، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دعواهما وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ". الحديث بطوله.

وقد سلف مختصرًا من هذا الوجه قبل الإكراه بلفظ: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة" (٢) ومعنى: ("دعواهما واحدة"). أي: يدعيان الإسلام، وتتأول كل فرقة أنها محقة وهي كذلك لتأويلها.

وقوله: ("يقبض العلم"). أي: يموت حاملوه، ومعنى: ("لا أرب لي فيه"). لا حاجة، وقوله: "يتطاول الناس في البنيان". يريد أهل البادية، وقوله: "يُليط حوضه". أي: يصلحه ويطينه، كذا وقع رباعيًّا من ألاط، وكان عمر يليط أولاد الجاهلية بآبائهم، وفي رواية: لمن ادعاهم في الإسلام (٣). أي: يلحقهم به، من ألاطه يليط إذا ألصقه به ولاط حُبُه بقلبي يليط ويلوط ليطًا ولوطًا لياطة، وهو أليط بالقلب وألوط، وعبارة الجوهري: لطت الحوض بالطين لوطًا أي: طينته (٤)، وفي "غريبي الهروي": كل شيء لصق بشيء فقد لاط به يلوط لوطًا


(١) من (ص ١).
(٢) سلف برقم (٦٩٣٥) كتاب: استتابة المرتدين، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان، دعواهما واحدة".
(٣) رواه مالك في "الموطأ" ص ٤٦١، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ٢٦٣.
(٤) "الصحاح" ٣/ ١١٥٨ مادة: (لوط).

<<  <  ج: ص:  >  >>