للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اتخاذه ولما جاز اتخاذ شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - والتبرك به، علم أنه طاهر على قول عطاء وجمهور العلماء (١)، هذا كلامه.

وأقول الحكاية عن الشافعي بتنجيس شعر الآدمي المنفصل مرجوع عنه. فقد روى إبراهيم البكري، عن المزني، عن الشافعي أنه رجع عن تنجيس شعر الآدمي.

وحكاه أيضًا الماوردي عن ابن شريح، عن أبي القاسم الأنماطي (٢)، عن المزني، عن الشافعي، وحكى الربيع الجيزي (٣)، عن الشافعي أن الشعر تابع للجلد يطهر بطهارته وينجس بنجاسته.

وصرح القاضي أبو الطيب وآخرون بأن الشعر والصوف والوبر والعظم والقرن والظلف تحلها الحياة وتنجس بالموت، وهو المذهب، وهو الذي رواه المزني والبويطي والربيع المرادي وحرملة (٤).


(١) "بشرح ابن بطال" ١/ ٢٦٥.
(٢) هو الإمام العلامة شيخ الشافعية، أبو القاسم، عثمان بن سعيد بن بشار البغدادي، الفقيه الأنماطي، الأحول. ارتحل وتفقه على المزني، والربيع المرادي، وروى عنهما. ويعز وقوع شيء من حديثه؛ لأنه مات قبل أوان الرواية وعليه تفقه أبو العباس بن سُريج، وغيره. وكان السبب في نشاط الناس ببغداد لكتب فقه الشافعي وتحفظه. توفي في شوال سنة ثمان وثمانين ومائتين ببغداد. انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" ١١/ ٢٩٢ - ٢٩٣ (٦٠٦٧)، "وفيات الأعيان" ٣/ ٢٤١ (٤٠٩)، "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ٤٢٩ - ٤٣٠ (٢١٤)، "شذرات الذهب" ٢/ ١٩٨.
(٣) هو الربيع بن سليمان الأزدي مولاهم المصري الجيزي الأعرج. سمع من ابن وهب، والشافعي أيضًا. روى عنه أبوداود، والنسائي، والطحاوي، وآخرون.
مات سنة ستٍ وخمسين ومائتين.
انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" ٢/ ٢٩٢ - ٢٩٤ (٢٣٤)، "سير أعلام النبلاء" ١٢/ ٥٩١ - ٥٩٢ (٢٢٣)، "شذرات الذهب" ٢/ ١٥٩، ١٦٠.
(٤) انظر: "الحاوي" ١/ ٦٦ - ٧١، "البيان" ١/ ٧٤ - ٧٧.