للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه - عليه السلام - قال: "لا يزال الشيطان يأتي أحدكم، فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتي يقول: من خلق الله فإذا وجد ذلك أحدكم، فليقل: آمنت بالله" (١).

ولأبي داود -بإسناد جيد- من حديث أبي هريرة أنه - عليه السلام - جاءه ناس من الصحابة، فقالوا: يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا الشيء يعظم أن نتكلم به ما نحب أن لنا الدنيا، وأنّا تكلمنا بها، فقال: "أو قد وجدتموه". قالوا: نعم. قال: "ذاك صريح الإيمان" (٢).

ولابن أبي شيبة من حديث الأعمش، عن ذر، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني أحدث نفسي بالأمر لأن أكون حُممة أحب إلي من أن أتكلم به. فقال - عليه السلام -: "الحمد لله الذي رده إلى الوسوسة" (٣).

فإن قلت: كيف تسمي هذه الخطرة الفاسدة من خطرات الشيطان على القلب صريح الإيمان؟

قلت: قال الخطابي: يريد أن صريح الإيمان هو الذي يعظم ما تجدونه في صدوركم ويمنعكم من قول ما يلقيه الشيطان في قلوبكم، ولولاه لم يتعاظموه ولم ينكروه، ولم يرد أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، وكيف تكون إيمانًا وهي من قبل الشيطان وكيده، ألا تراه أنه - عليه السلام -


(١) سبق برقم (٣٢٧٦) كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، ورواه مسلم (١٣٤) كتاب: الإيمان، باب: بيان الوسوسة في الإيمان.
(٢) أبو داود (٥١١).
(٣) لم أقف عليه في ابن أبي شيبة، وقد رواه أحمد ١/ ٣٤٠، والطيالسي ٤/ ٤٢١ (٢٨٢٧)، والنسائي في "الكبري" ٦/ ١٧١ (١٠٥٠٤) كلهم من طريق الأعمش، عن ذر به.

<<  <  ج: ص:  >  >>