للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جماعة الصحابة والتابعين كحديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنه - عليه السلام - لما انصرف من الأحزاب قال: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" (١) فصلي ناس وتخلف آخرون فلم يعنف واحدًا منهما، وهذا الخبر نظير خبر سهل بن حنيف. ومَن حرص [يوم أبي] (٢) جندل على القتال اجتهادًا منهم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يري ترك قتالهم في أنه لم يؤثم أحد الفريقين لا من صلي ولا من أخر؛ لأن معنى ذلك كان عندهم ما لم يخشوا فوات وقتها، وكذلك لم يؤثم أيضًا من لم يصلِّ، وأن معنى أمرهم بذلك كان عندهم لا يصلوها إلا في بني قريظة وان فاتكم وقتها فعذر كل واحد منهم لهذِه العلة.

وروى سفيان عن الشيباني، عن الشعبي، عن شريح أنه كتب إلى عمر - رضي الله عنه - يسأله فكتب إليه: أن أقض بما في كتاب الله، فإن لم يكن في كتاب الله ففي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن لم يكن فبما قضى الصالحون فإن لم يكن فإن شئت تقدم وإن شئت تأخر، ولا أرى التأخر إلا خيرًا لك والسلام (٣).

وروي هشيم، ثنا سيار، عن الشعبي قال: لما بعث عمر - رضي الله عنه - شريحًا على قضاء الكوفة قال: انظر ما تبين لك في كتاب الله فلا تسأل عنه أحدًا، وما لم يتبين لك فاتبع فيه سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما لم يتبين لك سنة فاجتهد رأيك (٤).

وروى الترمذي من حديث الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن


(١) سبق برقم (٩٤٦) كتاب: صلاة الخوف، باب: صلاة الطالب والمطلوب.
(٢) في الأصل: أبا، وفي (ص ١): قوله أبي، والمثبت من ابن بطال ١٠/ ٣٥٣.
(٣) رواه النسائي ٨/ ٢٣١، والدارمي ١/ ٢٦٥ - ٢٦٦ (١٦٩)، والبيهقي ١٠/ ١١٠.
(٤) رواه البيهقي ١٠/ ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>