للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكلالة. وقال لابن عباس: احفظ علي إني لم أقل في الجد ولا في الكلالة شيئًا ولم أستخلف أحدًا (١).

وقال تعالي: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: ٣٨] فلو لم يكن للاعتبار والدليل موضع لكان يؤخذ خلاف ما في القرآن؛ لأنه لم ينص على الجد والإخوة، وقال تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} الآية [الأنفال: ٧٥] فلم يبين صفة مواريثهم، قال: وأجمعت الأمة على الاعتبار مع أن الله تعالي رزقها العصمة ومنحها ما لم يعطه للأمم من انقطاع الوحي عنها بعد نبيها. واختلف الصحابة في الجد والكلالة، والعول وغير ذلك، ولم يعب بعضهم بعضا ولا عاب أحدهم الاعتبار، وإنما الرأي المذموم.

واعترضه ابن التين فقال: ما ذكره الداودي ليس بالبين وإنما أراد البخاري أنه - عليه السلام - وقف في أشياء فلم يتكلم فيها برأي ولا قياس وتكلم في أشياء برأيه، فبوب على كل من ذلك وأتي في كل باب بما بوب عليه.

وقوله: (بما أنزل الله). أي: بما علمك الله.

فصل:

وقوله: (وقد أغمي عليَّ). أي: غشي كذا الرواية، يقال: غُمِيَ فهو مُغْمِيٌ وأُغْمِيَ عليه فهو مُغْمى عليه (٢). والوضوء بفتح الواو، والمصدر بالضم علي أفصح اللغات فيهما، وإن كان ابن التين لم يختلف في الأول أنه بالضم.


(١) رواه أحمد ١/ ٢٠ وأصل معناه مختصر في البخاري (٥٥٨٨) ومطول في مسلم (٥٦٧).
(٢) انظر: "اللسان" ٦/ ٣٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>