للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القنازعي (١): زياد (٢)، وقال الداودي: مروان. وقوله: (فأمربلالاً، فأتاهن) في أكثر الأحاديث أنه - عليه السلام - أتاهن ومعه بلال (٣).

فصل:

وأما حديث أنس - رضي الله عنه -: أنه - عليه السلام - كان يصلي العصر فيأتي العوالي والشمس مرتفعة. فمعناه: أن بين العوالي وبين مسجد المدينة للماشي معلم من معالم ما بين الصلاتين يستغني الماشي فيها يوم الغيم عن معرفة الشمس، وذلك معدوم في سائر الأرض، فإذا كانت مقادير الزمان مقصبة بالمدينة لمكان بادٍ للعيان ينقله العلماء إلي أهل الإيمان ليمتثلوه في أقاصي البلدان، فكيف يساويه أهل بلدة غيرها، وكذلك دعاؤه لهم بالبركة في مكيالهم خصهم من بركة دعوته ما اضطر أهل

الآفاق إلى القصد إلى المدينة في ذلك المعيار المدعو له؛ بالبركة؛ ليمسكوه وجعلوه سنة في معايشهم وهو ما فرض الله عليهم لعيالهم وظهرت البركة لأهل بلد في ذلك المكيال، ومعنا: "اللهم بارك لهم في مكيالهم، وصاعهم ومدهم" ما يكال بها وأضمر ذلك لأنه مفهوم الخطاب مثل: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: ٨٢] وكان مدهم صغيرًا لقلة الطعام عندهم، فدعا لهم ليبارك لهم فيه.


(١) القنازعي: هو عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن القنازعي، القرطبي، المالكي، أبو المطرف، قال الذهبي: كان إمامًّا متقنًا حافظًا، متألهًا خاشعًا، متهجدًا مفسرًا، بصيرًا بالفقه واللغة، وكان زاهدًا ورعًا، مجاب الدعوة، صاحب تصانيف.
انظر: "سير أعلام النبلاء" ١٧/ ٣٤٢ (٢١٢)، "شذرات الذهب" ٣/ ١٩٨ "معجم المؤلفين" ٢/ ١٢٣ (٧٠٥٣).
(٢) رواه ابن أبي شيبة ١/ ٤٩١ (٥٦٦٨) عن حصين.
(٣) سلف برقم (٩٨) كتاب: العلم، باب: عظة الإمام النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>