علي تفضيل المدينة؛ لأنه قد علم أنه إنما خص ذلك الموضع منها بفضيلة علي نفسها وكان بأن يدل علي فضلها على ما سواها أولى، المراد منه القبر كما في الرواية الأخرى أوالحجرة التي يسكنها؛ لأنها قبره.
فصل:
وأما ذكر ما بين الحفياء وثنية الوداع فمساقة ذلك سنة ممتثلة ميدانا بالخيل المضمرة، وقوله: ضمر منها. يقال: ضمر القوم بفتح الميم وبضمها لغة، وأضمرته وضمرته، فيصح أن تقرأ ضمرت بفتح الضاد والميم أو فتحها وضم الميم أو ضم الضاد وتشديد الميم علي ما لم يسم فاعله، قال ابن التين: وهو الذي قرأنا.
فصل:
والمركن بكسر الميم شبه تنور من خزف يستعمل للماء كما قاله ابن بطال (١)، وعبارة الأصمعي فيما حكاه ابن التين أنه الإجانة التي تغسل فيها الثياب، قوله: فيشرع فيها جميعًا. يقال: شرعت الدواب في الماء. أي: دخلت فيه.
فصل:
وأما خطبة عمر وعثمان - رضي الله عنهما - علي منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن: ذلك سنة ممتثلة، وأن الخطبة تكون على المنابر؛ لتوصيل الموعظة إلي أسماع الناس إذا أشرف عليهم، وكذلك مِركن عائشة - رضي الله عنها - التي كانت تشرع فيه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -الغسل، ومقدار ما يكفيهما من الماء ولا يوجد ذلك المركن إلا بالمدينة، وكذلك