للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خاتمة:

أمر الله تعالى نبيه - عليه الصلاة والسلام - بدعاء العباد إلى دينه وتوحيده، ففعل ما لزمه من ذلك، وبلَّغ ما أمر بتبليغه، وأنزل عليه {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤)} [الذاريات: ٥٤]


= أَوْ لَمْ تَهُلْنَا بَلَغَتْنَا أَوْ لَمْ تَبْلُغْنَا أعْتِقَادُنَا فِيهَا وَفِي الآيِ الوَارِدَةِ فِي الصِّفَاتِ: أَنَّا نَقْبَلُهَا وَلَا نُحَرِّفُهَا وَلَا نُكَيِّفُهَا وَلَا نُعَطِّلُهَا وَلَا نتَأَوَّلُهَاَ وَعَلَى العُقُولِ لَا نَحْمِلُهَا وَبِصِفَاتِ الخَلْقِ لَا نُشَبِّهُهَا وَلَا نُعْمِلُ رأيَنَا وَفِكْرَنَا فِيهَا وَلَا نزِيدُ عَلَيْهَا وَلَا نَنْقُصُ مِنْهَا بَلْ نُؤْمِنُ بِهَا ونكلُ عِلْمَهَا إلَي عَالِمِهَا كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ السَّلَفُ الصَّالِحُ وَهُمْ القُدْوَةُ لنَا فِي كُلِّ عِلْمٍ.
وعَنْ إسْحَاقَ أَنَّهُ قَالَ: لَا نُزِيلُ صِفَةً مِمَّا وَصَفَ اللهُ بِهَا نَفْسَهُ أَوْ وَصَفَهُ بِهَا الرَّسُولُ عَنْ جِهَتِهَا لَا بِكَلَام وَلَا بِإِرَادةٍ إنَّمَا يَلْزَمُ المُسْلِمَ الأَدَاءُ وَيُوقِنُ بِقَلْبهِ أَنَّ مَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ فِي القُرآنً إنمَا هِيَ صِفَاتُهُ وَلَا يَعْقِلُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَاَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ تِلْكَ الصّفَاتِ إلا بِالْأَسْمَاءِ التِي عَرَفَهُمْ الرَّبُّ -عَزَّ وَجَلَّ-.
وعَنْ مَالِكٍ والأوزاعي وَسُفْيَانَ وَاللَّيْثِ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل أَنَّهُمْ قَالُوا فِي الأَحَادِيثِ فِي الرُّويَةِ وَالنُّزُولِ: "أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ".
وَكَمَا رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ -صَاحِب أَبِيِ حَييفَةَ- أَنَّهُ قَالَ فِي الأَحَاديثِ التِي جَاءَتْ: "إنَّ اللهَ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيًا" وَنحْوَ هذا مِن الأَحَادِيثِ: إنَّ هذِه الأَحَاديثَ قَدْ رَوَاهَا الثِّقَاتُ فَنَحْنُ نَرْوِيهَا وَنُؤْمِنُ بِهَا. وَلَا نُفَسِّرُهَا [أي لا نكيفها]. انتهى بتصرف من "مجموع الفتاوى" ٤/ ١٨١ - ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>