للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما وصفه تعالى بأنه الرزاق فلم يزل تعالى واصفًا لنفسه بأنه الرزاق، ومعنى ذلك: أنه سيرزق إذا خلق المرزوقين، وأما صفة الذات فالقوة والقدرة اسمان مترادفان على معنى واحد (١)، والباري تعالى لم يزل قادرا قويًّا ذا قدرة وقوة، وإذا كان معنى القوة والقدرة لم تزل موجودة قائمة به موجبة له حكم القادرين، والمتين معناه الثابت الصحيح (الوجود) (٢).

فصل:

ومعني قوله - عليه السلام -: "ما (أحد) (٣) أصبر على أذي سمعه من الله" ترك المعاجلة بالنقمة و (العفو) (٤)؛ (لا أن) (٥) الصبر منه تعالى معناه كمعناه منا (٦)، كما أن رحمته تعالى لمن يرحمه ليس معناها معنى الرحمة منا؛ لأن الرحمة مفارقة وميل طبع إلى (نفس) (٧) المرحوم، والله تعالى عن وصفه بالرقة وميل الطبع؛ لأنه ليس بذي طبع، وإنما ذلك من صفات المحدثين (٨).


(١) قال ابن عثيمين: القدرة يقابلها العجز، والقوة يقابلها الضعف، والفرق بينهما: أن القدرة يوصف بها ذو الشعور، والقوة يوصف بها ذو الشعور وغيره. ثانيًا: القوة أخص فكل قوي قادر وليس كل قادر قويًّا. مثال ذلك: تقول: الريح قوية، ولا تقول: قادرة، لكن ذو الشعور تقول: إنه قوي وإنه قادر. "شرح الواسطية" ١/ ١٦٠.
(٢) في (ص ١): الموجود.
(٣) في (ص ١): أجد أحد.
(٤) في (ص ١): العقوبة.
(٥) في الأصل، (ص ١): (لأن)، والمثبت هو الصواب، وانظر "شرح ابن بطال" ١٠/ ٤٠٥.
(٦) الصبر منه سبحانه صبرا يليق بجلاله ولا يشبه صبر المخلوقين.
(٧) في (ص ١): نفع.
(٨) تقدم الكلام على هذِه المسألة، والرحمة من الله صفة ذات وصفة فعل تليق بجلاله سبحانه ولا يلزمنا تكييفها.

<<  <  ج: ص:  >  >>