للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

وأما الاستواء فاختلف الناس في معناه (١):

فقالت المعتزلة: إنه بمعنى الاستيلاء والقهر والغلبة، واحتجوا بقول الشاعر:

قد استوى بشر على العراق … من غير سيف ودم مهراق

فصل:

يعني: قهر وغلب. وقال كثير من أهل اللغة: إن معنى {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} استقر (٢)، لقوله تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون: ٢٨]، وأنكر بعضهم الأول، وقال: لايقال استولى إلا لمن لم يكن مستوليًا؛ لأنه تعالى لم يزل مستوليًا.

ثم اختلف من سوى المعتزلة في العبارة، وهي ثلاثة كما ذكرناها:


(١) قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: وأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الله تعالى مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله، ولا يماثل استواء المخلوقين، فإن سألت: ما معنى الاستواء عندهم؟ فمعناه: العلو والاستقرار، وقد ورد عن السلف في تفسيره أربعة معاني: الأول (على)، والثاني: (ارتفع)، والثالث: (صعد)، والرابع: (استقر). لكن (علا، وارتفع، وصعد) معناها واحد، وأما (استقر) فهو يختلف عنها.
ودليلهم في ذلك أنها في جميع مواردها في اللغة العربية لم تاتِ إلا لهذا المعنى .. انظر "شرح العقيدة الواسطية" ١/ ٣٣٣ - ٣٣٤.
وانظر أيضًا في مسألة الاستواء على العرش: "التوحيد" لابن خزيمة ١/ ٢٣١، "الشريعة" للآجري ٣/ ١٠٨١، "الإبانة" لابن بطة العكبري "الرد على الجهمية" ٣/ ١٣٦، "الحجة في بيان المحجة" لأبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني ٢/ ٨١، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ٥/ ٥١٨، "شرح الطحاوية" لابن أبي العز ص ٢٥٨.
(٢) وقع بالأصل: واستقر. وحذفنا واو العطف ليستقيم السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>