للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن شدة الأمر (١)، أو يكشف عن أمر عظيم يريد به هولًا من أهوال يوم القيامة.

وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩)} [القيامة: ٢٩] أي: أعمال الدنيا بمحاسبة الآخرة (٢)، وذلك أمر عظيم، والعرب تقول: قامت الحرب على ساق، إذا كانت شديدة، فيظهر الله -سبحانه وتعالى- على الخلق هذِه الشدة التي لا يكون مثلها من مخلوق، ليبكت بها الكافرين وينزع عنهم (قدرتهم) (٣) التي كانوا يدعونها، فيعلمون حينئذٍ أنه الحق، فيذهبون إلى السجود مع المؤمنين لما يرون من العظمة والشدة، فلا يستطيعون، فيثبت الله المؤمنين فيسجدون له.

وذكر ابن فورك عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا - في هذِه الآية "نور عظيم"، ومعني ذلك ما يتجدد للمؤمنين عند رؤية الله تعالى من الفوائد والألطاف، ويظهر لهم من فضل سرائرهم التي لم يطلع عليها غيره -عَزَّ وَجَلَّ- (٤).

قال المهلب: هذا يدل أن كشف الساق للكافرين نقمة وللمؤمنين نعمة، والضحك منه تعالى بخلاف ما هو منا، وهو بمعنى (إظهاره) (٥) لعباده لطائف وكرامات لم تكن تظهر لهم قبل ذلك، والضحك المعهود فيما بيننا هو إظهار الضاحك لمن يشاهده ما لم يكن يظهر لهم منه قبل، من كشره عن أسنانه (٦). وفيه أقوال أخر ستأتي قريبًا.


(١) رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ١٩٧ (٣٤٦٧٤).
(٢) "مشكل الحديث وبيانه" ص ٣٦٩.
(٣) من (ص ١).
(٤) "مشكل الحديث وبيانه" ص ٤٦٥
(٥) من (ص ١).
(٦) انظر: "شرح ابن بطال" ١٠/ ٤٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>