للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - من رواية الدارقطني. وتظن الجنة ضد ذلك؛ لقولها: "ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم". فكأنما أشفقت من إيضاع (المسألة) (١) عند الرب تعالى، فحكم (تعالى للجنة) (٢) بأنها رحمة لا يسكنها إلا الرحماء من عباده، وحكم للنار بأنها عذابه يصيب بها من يشاء من المتكبرين، وأنه ليس لإحداهما فضل من طريق من يسكنها الله من خلقه، إذ هما اللتان للرحمة والعذاب، ولكن قد قضي لهما بالملء من خلقه.

فصل:

قوله: ("وينشئ للنار خلقًا") يريد: من قدمنا أن يلقى فيها ممن قد سبق له الشقاء ممن عصاه أو كفر به، قاله المهلب. وقال غيره: ينشئ الله لها خلقًا لم يكن في الدنيا، قال: وفيه حجة لأهل السنة في قولهم: إن لله أن يعذب من يشاء، على من يقول: إن الله تعالى لو عذب من لم يكلفه (لكان) (٣) ظالمًا -حاشاه- وهذا الحديث حجة عليهم.

قال أبو الحسن: لا أعلم في شيء من الأحاديث أنه ينشئ للنار إلا في هذا الحديث، والمعروف أنه للجنة، ويضع قدمه في جهنم.

فصل:

وقوله: (" حتى يضع فيها قدمه")، قد سلف قريبًا بسط القول فيه.


(١) كذا بالأصل، وفي "شرح ابن بطال": المنزلة.
(٢) من (ص ١).
(٣) كذا في (ص ١) وفي "شرح ابن بطال". ووقع في الأصل (لم يكن) ولا يناسب السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>