للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا ينسب العبد إلى نفسه تقصيرًا (١)، وإن كان لم يخرج عن قدرة الله.

وفيه من الفوائد: زيارة الرجل ابنته وزوجها.

فصل:

في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، ضرب ما يفعل الريح بالخامة من الزرع مثلًا للمؤمن؛ لأنه يسر مرة ويبتلى مرة ليثاب، ومعنى "تكفئها": تميلها.

قال الجوهري: كفأت الإناء: قلبته (٢). وزعم ابن الأعرابي أن أكفأته لغة، وقال عن الكسائي: كفأت الإناء وأكفأته: أملته، قال: ولهذا قيل: أكفأت القوس: إذا أملت رأسها، ولم ينصبها نصبًا حتى يرمي عنها، وروي: "طاقة" (٣) وهي: الطائفة، ذكره القزاز.

وقوله: "كالأرزة" قيل: هو ضرب من الشجر صلب يقال: الأرز، وقيل: واحد الأرز، وهو حب معروف. وقال أبو عبيدة: الأرزة -بسكون الراء- شجرة الصنوبر، وقال أبو عمرو: الأرزة بالتحريك: شجر الأرز.

وقال الداودي: الأرزة من أعظم الشجر لا تميل بالريح لكبرها ولا تهتز بأسفلها (٤)، ورواه أصحاب الحديث بإسكان الراء، وروي "كمثل الآرزة" على وزن فاعلة كمثل الشجرة الثابتة، وروي بتحريك الراء.


(١) كذا وقعت هذِه العبارة بالأصل، وفيها نظر؛ لأن الأصل أن ينسب العبد لنفسه كل تقصير إلا أن يكون ثمة تحريف قد وقع. والله أعلم.
(٢) "الصحاح" ١/ ٦٨.
(٣) هكذا في الأصل، وفي "الفتح"١٠/ ١٠٦: ونقل ابن التين عن القزاز أنه ذكرها بالمهملة والفاء [أي: حافة] وفسرها بالطاقة من الزرع.
(٤) اتظر: "الصحاح" ٣/ ٨٦٣، و"النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٣٨، مادة: أرز.

<<  <  ج: ص:  >  >>