للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

موضع آخر: سمع اليهودي يقول ذلك فأخذته غضبة، فأدمى وجهه (١)، وقوله: "لا تخيروني على موسى"، وفي رواية أخرى: "لا تخيروا بين الأنبياء" (٢) قد سلف وجه الجمع فيه.

قال الداودي: في بعض هذِه الرواية وهم، وكذلك في أكثر الروايات في هذا الحديث في هذِه الكتب لابد أن يدخلها بعض الوهم، قال: والوهم هنا في قوله: "فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق" إلى: "فلا أدري أكان ممن صعق فأفاق قبلي" هذا وهم، قال: وبين ذلك في أكثر الروايات، فقال: "ينفخ في الصور فيصعق الناس، ثم ينفخ فيه أخرج فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا موسي آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله" (٣).

وفي رواية أخرى: "أو جوزي بصعقة الطور" (٤).

قال: وهذا هو الصحيح؛ لأن الصعقة حينئذٍ إنما هي الموت، وإنما يموت الأحياء ليس من قد مات، فأخبر أنه أول من تنشق عنه


(١) سلف برقم (٢٤١٢).
(٢) سلف برقم (٢٤١٢) كتاب: الخصومات، باب: ما يذكر في الإشخاص، ورواه مسلم (٢٣٧٤) كتاب: الفضائل، باب: من فضائل موسى - عليه السلام - من حديث أبي سعيد.
(٣) رواه الترمذي (٣٢٤٥) كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة الزمر، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (٤٢٧٤) كتاب: الزهد، باب: ذكر البعث، وأحمد ٢/ ٤٥٠ - ٤٥١، وابن حبان ١٦/ ٣٠١ (٧٣١١) جميعًا من حديث أبي هريرة بلفظ: "فلا أدري أرفع رأسه قبلي أم كان ممن استثنى الله".
(٤) سلف برقم (٣٣٩٨) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَة} من حديث أبي سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>