للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن فورك: والمراد: إقباله على أهل الأرض بالرحمة والعطف بالتذكير والتنبيه الذي يلقي في قلوب أهل الخير منهم حتى يزعجهم إلى الجد في التوبة، ووجدنا الله تعالى خص المستغفرين بالأسحار.

والمراد: الإخبار عما يظهر من ألطافه، وتأييده لأهل ولايته في مثل هذا الوقت بالزواجر التي يقيمها في أنفسهم والمواعظ التي ينهاهم عنها بقوة الترغيب والترهيب، قال: ويحتمل أن يكون ذلك فعلًا يظهر بأمره، فيضاف ذلك إلى الوجه الذي يقال: ضرب الأمير اللص، ونادى في البلد.

قال: وروى لنا بعض أهل النقل هذا الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا) (١) يؤيد هذا التأويل، وهو ضم (ياء) (٢) "ينزل"، وذكر أنه ضبطه عمن سمعه منه من الثقات الضابطين، وإذا كان ذلك كذلك كان شاهدًا لما ذكرناه.

وروي عن الأوزاعي أنه قال لما سئل عن هذا الخبر: يفعل الله ما يشاء، وهذا إشارة منه إلى أن ذلك فعل يظهر منه تعالى.

وذكر ابن حبيب كاتب مالك عنه أنه قال: يُنزَّل أمره في كل سحر، فأما هو فهو دائم لا يزول (٣). (وقيل عن مالك أيضًا: ينزل بعلمه. فإن قلت: كيف يفارق علمه، قيل: أراد سرعة الإجابة) (٤)، وقيل: أراد التقرب.


(١) كذا بالأصل، وفي "مشكل ابن فورك": (بما) وهو أصوب.
(٢) من (ص ١).
(٣) "مشكل الحديث وبيانه" ص ٢١٩ - ٢٢٠.
(٤) من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>