للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: " (أنت) (١) الحق" يحتمل أن يريد به اسمًا من أسمائه، ويحتمل أن يريد أنه أحق (ممن) (٢) يدعي المشركون أنه إله، من قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ} [الحج: ٦]، وظاهر قوله في هذا الحق يعود إلى معنى الصدق، ويتعلق بتسميته إلهًا، بمعنى أن من سماه إلهًا وأخبر عنه بذلك فقد صدق، وقال الحق، ومن سمى غيره إلهًا فقد كذب.

وقوله: ("ووعدك الحق") أي: وعد الجنة للطائع والنار للكافر، فوفي بوعده فهو عائد إلى معنى الصدق، ويحتمل أن يريد أن وعده حق بمعنى: إثبات أنه وعد بالبعث والحشر والنشر والثواب والعقاب، إنكارًا لقول من أنكر وعده بذلك، وكذلك الرسل فيه. و ("أنبتُ"): رجعت.

وقوله: ("والجنة حق والنار حق" يحتمل وجهين:

أحدهما: أن إخباره تعالى حق.

والثاني: أن إخبار من أخبر عنه بذلك وبلغه حق، ومعنى "أسلمت": انقدت.

وقوله: ("وبك آمنت") ظاهره: صدقت، قال تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} [يوسف: ١٧] وقيل: معناه: بهدايتك اهتديت.

وقوله: ("وبك خاصمت") قيل: يريد من خاصم فيه بلسان أو بيد، قال تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ} [غافر: ٣٥]، وقال {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ} [غافر: ٥]. وقيل: بما آتيتني من البرهان احتججت.


(١) في الأصل: (أنه) والمثبت هو الصواب، كما في حديث الباب (٧٤٩٩).
(٢) في الأصل: (من) والمثبت من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>