للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

يدل على ذلك قوله: مجيبًا لربه قال: ("لم فعلت؟ قال: من خشيتك وأنت (تعلم) " (١)) فأخبر بالعلة التي لها فعل ما فعل.

ويدل على صحة هذا قول من روى قوله: "لعلي أضل الله" (٢) ولعل في كلام العرب موضوعة لتوقع مخوف لا يقطع على كونه ولا على انتفائه.

ومعني قوله: ("لعلي أضل الله") لعلي أخفي عليه وأغيب، وكان الواجب في اللغة: لعلي أضل على الله، فحذف حرف الجر وذلك مشهور في اللغة؛ لقوله: أستغفر الله ذنبًا. أي: أستغفر من ذنب.

ومن كان خائفًا عند حضور أجله، جدير أن تختلف أحواله لفرط خوفه وينطق بما لا (يعتقده، ومن كان هكذا فغير جائز إخراجه من الإيمان الثابت له إذا لم) (٣) يعتقد ما قاله دينًا وشرعًا، وإنما يكفر من اعتقده تعالى على خلاف ما هو، وقطع على أن ذلك هو الحق لو كفر من جهل بعض الصفات لكفر عامة الناس إذ لا يكاد يجد من يعلم منهم أحكام صفات ذاته، ولو اعترضت جميع العامة وكثيرًا من الخاصة وسألتهم: هل (له) (٤) قدرة أو علم أو سمع أو بصر أو إرادة؟


(١) كذا بالأصل، والذي في الروايات: (أعلم).
(٢) رواه أحمد ٤/ ٤٤٧، ٥/ ٣، والروياني في "مسنده" ٢/ ١١٣ - ١١٤ (٩٢٠)، ٢/ ١١٩ - ١٢٠ (٩٣٤)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ١/ ١٦٥ (١٣٥) تحفة، والطبراني في "الكبير" ١٩/ ٤٢٣ - ٤٢٤ (١٠٢٦ - ١٠٢٩) من حديث معاوية بن حيدة القشيري، وقال الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ١٩٥: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات
(٣) من (ص ١).
(٤) في (ص ١): لله.

<<  <  ج: ص:  >  >>