قوله: ("إذا كان يوم القيامة شفعت، فقلت: يا رب، أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة") فيه (كلام للأنبياء)(١) معه لا كلامه هو.
وقوله: ("ثم أدخل الجنة من كان في قلبه أدني شيء") كذا هو في الأصول وعزاه ابن التين إلى رواية أبي ذر، وصدر أولاً بقوله: ثم نقول: "أدخل الجنة" قال: ورويناه بالنون ولم نعلم من رواه بالياء قال: فإن كان روي بالياء فيكون الحديث مطابقًا للتبويب ثم يقول الله، وتخرج معارضة أبي جعفر الداودي أن القائل هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال -أعني الداودي: وقوله: (يقول النبي) ليس في أكثر الروايات إنما فيها أن الله تعالى أمره أن يخرج من كان في قلبه، وزاد هنا:"أدنى شيء".
وقول أنس - رضي الله عنه -: كأني انظر إلى أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعني بقوله: أدني شيء، وكأنه يضم أصابعه ويشير بها.
فصل:
وقوله في الحديث المطول، أعني معبد بن هلال العنزي قال:(اجتمعنا ناس من أهل البصرة، فذهبنا إلى أنس بن مالك، وذهبنا معنا بثابت إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره).
فيه: أن يقدم الرجل الذي هو من خاصة العالم يسأله.
وفيه: إباحة القصور لمن كثرت ذريته.
وقوله: ("إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض") أي: اختلطوا، ومنه: ماج البحر: اختلطت أمواجه، وهذا اللفظ مزيد في هذا