أي: فعلت ما أخرجك فتناسلوا منه بعد خروجك، وقول آدم: ("أتلومني على أمر قدر عليَّ قبل أن أخلق") يريد: قدر الله أن أسكن الأرض ويكون مني فيها الولد.
وقيل: إن آدم إنما جاوبه عند قوله: "أخرجت الناس من الجنة"، وهو معنى قوله: ("أتلومني على أمر قدر الله قبل أن أخلق") فاحتج أنه خلق ليسكن الأرض.
فصل:
حديث أنس - رضي الله عنه - سلف الكلام عليه، وقول شريك أنه قال:(سمعت أنس بن مالك يقول: ليلة أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام، فقال أولهم: أيهم هو؟) يدل أنه - عليه السلام - كان معه غيره.
وقوله:(فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى) من الليلتين سبع أو ثمان أو تسع أو عشر، أقوالٌ، والصلاة فرضت قبل الهجرة بثلاث سنين أو سنتين أو سنة، أقوال.
واختلف فيما أقام بمكة بعد أن أوحي إليه، هل هو عشر أو ثلاث عشرة؟ كما سلف، وهذا الحديث يدل أن شق بطنه قبل أن يوحى إليه، وتُكُلِّم في شريك بسببه، فإنه كان وهو غلام أو عندما نبيء وقيل: إنه كان نبئ، وقد أسلفنا ذلك مبسوطًا، وقوله:(فلم يرهم) يدل أنه أول ما نبئ؛ لأن جبريل لم ينقطع عند كل كلمة.
فصل:
وقوله:(حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه، وتنام عينه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء - عليهم السلام - تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم) وقال