للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[النجم: ١٠] وأنه رأى ربه -عَزَّ وَجَلَّ- وأعظمت (١) فرية من افترى فيه على الله (٢)، وقد أسلفناه مع رده.

فصل:

وأما قول موسى - عليه السلام - إذ على جبريل بمحمد - صلى الله عليه وسلم -: ("يا رب لم أظن أن ترفع على أحدًا")، فأعلم الله موسى أن الله لم يكلم أحدًا من البشر في الدنيا غيره، إذ بذلك استحق أن يرفع إلى السماء السابعة، وفهم من قول الله: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ على النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف: ١٤٤] أنه أراد البشر كلهم، ولم يعلمه، والله تعالى أعلم أن الله تعالى فضل محمدًا عليه بما أعطاه من الوسيلة والدعوة المقبولة منه، شفاعته لأمته من شدة موقفهم يوم الحشر حين أحجم الأنبياء عن الوسيلة إلى ربهم لشدة غضبه تعالى وفضله بالإسعاف بالمقام المحمود الذي وعده في كتابه، فبهذا رفع الله محمدًا (فوق) (٣) موسى - عليهما أفضل الصلاة والسلام -.

فصل:

وقوله: ("فحج آدم موسى"). أي: غلبه بالحجة، قال الداودي: إنما حجه في قوله: "أخرجت ذريتك من الجنة" ليس في الذنب، وقال أبو عبد الملك: ظاهر الحديث أن لا لوم في المعاصي؛ لأنه قد تيب عليه، فكيف تلومني على ذلك وأنت تعلم أن من تيب عليه لا يلام، فلا لوم عليه، قال: وقوله: "أخرجت ذريتك من الجنة"


(١) في هامش الأصل: لعله سقط: عائشة - رضي الله عنها -.
(٢) سبق برقم (٣٢٣٤) كتاب: بدء الخلق، باب: إذا قال أحدكم: آمين.
(٣) في (ص ١): على.

<<  <  ج: ص:  >  >>