للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

قال المهلب: في إفهام الله تعالى موسى من كلامه ما لا عهد له بمثله بتنوير قلبه له، وشرحه لقبوله، لا يخلو أن يكون ما أفهم الله سليمان من كلام الطير ومنطقها هو مثل كلام سليمان، أولا يشبه كلامه، فإن كان يشبه كلام سليمان وبني جنسه فلا وجه لاختصاص سليمان وداود بتعليمه دون بني جنسه، ولا معنى لفخره - عليه السلام - بالخاصة وامتداحه بقوله: {عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} إلى قوله: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} [النمل: ١٦] أن يكون منطق الطير الذي فهمه سليمان وآله وبني جنسه، فقد أفهمه الله ما لم يفهمه غيره من كلام الهدهد، وكلام النملة التي تبسم - صلى الله عليه وسلم - ضاحكًا من قولها؛ لفهمه عنها ما لم يفهمه غيره منها.

فصل:

وإنما ذكر حديث أبي هريرة (١) في الشفاعة مختصرًا لما في الحديث الطويل من قول إبراهيم: "ولكن ائتوا موسى عبدًا اتاه الله التوراة وكلمه تكليمًا"، وكذلك حديث أنس في الإسراء: فوجد موسى في السماء السابعة، بتفضيل كلامه -عَزَّ وَجَلَّ-.

وهذا يدل على أن الله تعالى لم يكلم من الأنبياء إلا موسى، بخلاف ما زعم الأشعريون، ذكروا عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وابن مسعود - رضي الله عنه - أن الله كلم محمدًا بقوله: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠)}


(١) في هامش الأصل: صوابه أنس. وهو الصواب؛ لأن حديث أبي هريرة في المحاجة وحديث أنس في الشفاعة
قلت: ولعل الذي أوقعه في ذلك نقله من "شرح ابن بطال" أو ممن نقل من "شرح ابن بطال" ففيه ١٠/ ٥٠٩ قال: وإنما ذكر حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>