للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلبه وتنام (عينه (١)). الحديث، فذكر النوم في أول الحديث، وقال في آخره: (فاستيقظ وهو في المسجد الحرام).

وهذا بين لا إشكال فيه، وإلى هذا ذهب البخاري، وكذلك ترجم له في كتاب الأنبياء وتفسير القرآن ما ذكرته في صدر هذا الباب، قال ابن إسحاق: وأخبرني بعض آل أبي بكر الصديق أن عائشة - رضي الله عنها - كانت تقول: ما فقد جسد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن أسري بروحه.

قال ابن إسحاق: وحدثني يعقوب بن عينية بن المغيرة أن معاوية بن أبي سفيان (٢) إذا سئل عن مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كانت رؤيا من الله صادقة. قال ابن إسحاق: فلم ينكر ذلك من قولها؛ لقول الحسن البصري أن هذِه الآية نزلت في ذلك يعني: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ}، ولقوله -عَزَّ وَجَلَّ- عن إبراهيم إذ قال لابنه: {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُك} [الصافات: ١٠٢].

ثم مضى على ذلك، فعرف أن الوحي من الله يأتي الأنبياء أيقاظًا ومنامًا، قال ابن إسحاق: وكان - عليه السلام - يقول: "تنام عيني وقلبي يقظان" (٣). فالله أعلم أي ذلك كان، فقد جاءه وعاين فيه ما عاين من أمر الله على أي (حالته) (٤) كان نائمًا أو يقظان، كل ذلك حق وصدق، وذكر ابن فورك في "مشكل القرآن"، قال: كان - عليه السلام - ليلة الإسراء في بيت أم هانئ بنت أبي طالب، والله أعلم.


(١) في: (ص ١): (عيناه).
(٢) ورد في هامش الأصل: لعله سقط: (كان).
(٣) سبق برقم (٣٥٦٩) كتاب المناقب، باب: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - تنام عينه ولا ينام قلبه، من حديث عائشة بلفظ "تنام عيني ولا ينام قلبي".
(٤) في (ص ١): حالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>