للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونُزه عن مماثلتهم، فإن قلت: فإن أصاب في قياسه فكيف جعله الشارع من جملة الذين شهد لهم بقلة الفقه؟ قيل له: لما لم يعتقد حقيقة ما قال وشك فيه، ولم يقطع على سمع الله بقوله: إن كان يسمع؛ لم يحكم له بالفقه وسوى بينهم في أنه قليل فقه قلوبهم.

فصل:

"كثيرة شحم بطونهم". ضبطناه بضم "كثيرة " وتنوين "شحم" ورفع "بطونهم"، وكذا "قليلةُ فقهٍ قلوبُهم".

وقال ابن التين: رويناه: "كثيرةٌ شحمُ"، وهو يجوز على المعنى أي: كثرت شحوم بطونهم، وأصوب من ذلك أن يرفع "كثيرةُ" بأنه خبر مبتدأ مقدم، والمبتدأ "بطونُهم" ويخفض شحمًا بالإضافة، "وقليلة فقه قلوبهم" على هذا.

فصل:

قوله: (ولا يسمع إن أخفينا) قال أبو عبيدة: هو من الأضداد يقال: خفي وأخفى إذا أظهر وإذا أسر، قال تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: ١٥] أي: أظهرها، وقيل المعنى: أكاد أزيل عنها خفاها، أي: غطاها.

قيل: أشكيته أي: أزلته عما يشكو قاله في "الصحاح" (١).


(١) "الصحاح"٦/ ٢٣٢٩ - ٢٣٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>