(٢) إن المضاف إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ- نوعان: أعيان قائمة بنفسها كبيت الله وناقة الله وعبد الله فهذِه إضافتها إلى الله تقتضي الاختصاص والتشريف وهي من جملة المخلوقات لله. والنوع الثاني: صفات لا تقوم بنفسها كعلم الله وحياته وقدرته وكلامه ووجهه، فهذِه إذا وردت مضافة إليه فهي من باب إضافة الصفة إلى الموصوف. وكذلك ما أخبر أنه منه: فإن كان أعيائا كرُوْح منه. قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ}. فهذِه منه خلقًا وتقديرًا. وإن كان ذلك أوصافًا كقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ}. دل على أن ذلك من صفاته لامتناع قيام الصفة بنفسها.