للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: ومما يؤكد ذلك قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس: ٢٢] فلما جاز أن يخبر عنهم بضميرين (مختلفين) (١) ضمير المخاطبة في الحضرة وضمير الخبر عن الغيبة، فكذلك أخبر بضمير الغائب بقوله: ذلك، وهو (يريد) (٢) الحاضر، وهذا مذهب مشهور للعرب يسميه أصحاب المعاني: الالتفات، وهو انصراف المتكلم عن معنى يكون فيه إلى معنى آخر.

وقوله: {كُنْتُمْ} ثم قال: {بِهِمْ} يدل أنه خاطب الكل ثم أخبر عن الراكبين للفلك خاصة؛ إذ قد يركبها الأقل من الناس، لكن لجواز أن يركبها كل واحد من المخاطبين خاطبهم بضمير الكل، ولأن لا يركبها إلا الأقل أخبر عن ذلك الأقل بقوله: {بِهِمْ}

فصل:

دلالة بكسر الدال وفتحها ودلولة أيضًا، حكاهما الجوهري قال: والفتح أعلى (٣).

ويقال: دلال بَيِّن الدلالة ودليل (بين) (٤) الدلالة، قاله أبو عمر الزاهد صاحب ثعلب (٥).


(١) من (ص ١).
(٢) في (ص ١): يومئذ.
(٣) "الصحاح" ٤/ ١٦٩٨.
(٤) في الأصل: من، والمثبت من (ص ١).
(٥) هو الإمام الأوحد العلامة اللغوي المحدث، أبو عمر، محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي الزاهد المعروف بغلام ثعلب مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
انظر: "سير أعلام النبلاء" ١٥/ ٥٠٨ - ٥١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>