للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دائمون، لا يضجرون بتكررها عليهم ولا يملونها؛ لأنهم محتسبون (لها) (١) ومكتسبون بها التجارة الرابحة في الدنيا والآخرة، وكذلك لا يمنعون حق الله في أموالهم، فعرفك بما خلق الله عليه (أهل الجنة) (٢) من حسن الأخلاق، وما استثنى به العارفين المحتسبين بالصبر على الصلاة والصدقة، فقد أفهمك أن من ادَّعى لنفسه قدرة وحولًا بالإمساك والشح (والضجر) (٣) من الإملاق والفقر وقلة الصبر لقدر الله الجاري عليه بما سبق في علمه ليس بعالم ولا عابد على حقيقة ما يلزمه، فمن ادَّعى أن له قدرة على نفع نفسه أو دفع الضرر عنها فقد ادعى أن (فيه) (٤) صفة الإلهية من القدرة.

فصل:

وفي حديث عمرو بن تغلب أن أرزاق العباد ليست من الله تعالى على قدر الاستحقاق بالدرجة والرفعة عنده، ولا عند السلطان (في الدنيا) (٥)، وإنما هي على وجه المصلحة والسياسة لنفوس العباد الأمَّارة بالسوء.

ألا تري أنه - عليه السلام - كان يعطي أقوامًا ليداوي ما بقلبهم من الجزع، وكذلك المنع هو على وجه (المصلحة) (٦) بتمهيده بما قسم الله تعالى له؛ لمنعه - عليه السلام - أهل البصائر واليقين.


(١) في الأصل: بها.
(٢) من (ص ١).
(٣) من (ص ١).
(٤) في الأصل: فيها.
(٥) من (ص ١).
(٦) في (ص ١): الثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>