للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

وفيه أيضًا: أن البشر فاضلهم (ومفضولهم) (١) قد جُبِلُوا على حب العطاء، وبغض المنع، والإسراع إلى إنكار ذلك قبل الفكرة في عاقبته، وهل لفاعل ذلك مخرج؟

وفيه: أن المنع قد لا يكون مذمومًا ويكون أفضل للممنوع؛ لقوله: "وأَكِلُ أقوامًا لما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير" وهذه المنزلة التي شهد له بها الشارع أفضل من العطاء الذي هو عرض الدنيا، ألا تري أن عمرو بن تغلب اغتبط بذلك بعد جزعه، وقال: (ما أحب أن لي بذلك حمر النعم).

وفيه: استئلاف من يخشى منه، والاعتذار إلى من ظن ظنًّا والأمر بخلافه، وهذا موضع (كان) (٢) يحتمل التأنيب للظانِّ واللوم له، لكنه - عليه السلام - رءوف رحيم كما وصفه به الرب -جل جلاله-:

فصل:

قول البخاري: (هلوعًا: ضجورًا). قال فيه الجوهري: الهلع: أفحش الجزع (٣).

وقال الداودي: إنه والجزع واحد قال: وكان يقال: القناعة غنى لا ينفد. قال: والقناعة بكسر القاف، والذي ذكره أهل اللغة أنها بالفتح.

وقوله: (أنهم عتبوا) هو بفتح التاء، أي: وجدوا عليه.


(١) في الأصل: (ومفضلوهم).
(٢) من (ص ١).
(٣) "الصحاح" ٣/ ١٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>