للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤)} [النجم: ٣ - ٤]، ومعني حديث ابن مغفل في هذا الباب التنبيه على أن القرآن أيضًا يرويه عن ربه تعالى.

وفيه من الفقه: إجازة قراءة القرآن بالترجيع والألحان الملذة للقلوب بحسن الصوت المنشود لا المكفوف عن مداه الخارج عن مساق المحادثة، ألا ترى أنه - عليه السلام - أراد أن يبالغ في تزيين قراءته لسورة الفتح التي كان وعده الله فيها بفتح مكة فأنجز له؛ ليستميل قلوب المشركين العتاة على الله بفهم ما يتلوه من إنجاز وعد الله له فيهم بإلذاذ أسماعهم بحسن الصوت المرجع فيه بنغم ثلاث في المدة الفارغة من التفصيل، وقول معاوية يدل أن القراءة بالترجيع والألحان تجمع نفوس الناس إلى الإصغاء والفهم ويستميلها ذلك حتى لا تكاد تصبر على استماع الترجيح المشوب بلذة الحكمة المفهومة.

وقد سلف في فضائل القرآن (١) في باب: من لم يتغن بالقرآن اختلافُ العلماء في قراءة القرآن بالألحان والتغني به، فراجعه.

وقوله: (كان ترجيعه آا آا آا) (٢). كانت قراءته - عليه السلام - بالمد والوقوف على الحروف.

فصل:

قد سلف قوله: ("إذا تقرب العبد .. ") إلى آخره أن معناه: إذا تقرب إلى بالطاعة قربت رحمتي منه وكرامتي وعطفي، ومثله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩)} [النجم: ٩] في أن المراد به: قرب المنزلة وتوقير الكرامة (٣).


(١) برقمي (٥٠٢٣، ٥٠٢٤).
(٢) كذا رسمها في الأصل.
(٣) قال الشيخ ابن عثيمين في "القواعد المثلى" ص ٧٤ - ٧٦: هذا الحديث كغيره من النصوص الدالة على قيام الأفعال الاختيارية بالله تعالى، وأنه سبحانه فعال =

<<  <  ج: ص:  >  >>