وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)} [الفجر: ٢٢]. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر". وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تصدق أحد بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه". إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على قيام الأفعال الاختيارية به تعالى. فقوله في هذا الحديث: "تقربت منه" "أتيته هرولة" من هذا الباب، والسلف يجرون هذِه النصوص على ظاهرها، وحقيقة معناها اللائق بالله -عَزَّ وَجَلَّ- من غير تكييف ولا تمثيل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه .. اهـ .. فأي مانع يمنع من القول بأنه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه؟ وأي مانع يمنع من إتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل؟ وهل هذا إلا من كماله أن يكون فعالاً لما يريد على الوجه الذي به يليق؟ اهـ .. ثم ذكر نحوًا من قول المصنف ثم قال: وما ذهب إليه هذا القائل له حظ من النظر لكن القول الأول أظهر وأسلم وأليق بمذهب السلف. اهـ. (١) في (ص ١): هنا. (٢) في (ص ١): من. (٣) في الأصل: داود. (٤) "أعلام الحديث" ٤/ ٢٣٥٨.