للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثانيها:

السُّباطة -بضم السين وفتح الباء الموحدة (١) -: الموضع الذي يرمى فيه التراب ونحوه يكون بفناء الدور مرفقًا لأهلها، ويكون ذَلِكَ في الغالب سهلًا فلا يرد على بائله. وقيل: إنها الكناسة نفسها (٢).

ثالثها:

كانت هذِه السباطة بالمدينة كما ذكره محمد بن طلحة بن مصرف عن الأعمش.

رابعها:

بوله - صلى الله عليه وسلم - في هذِه السباطة يحتمل أوجهًا:

أظهرها: أنهم كانوا يؤثرون ذَلِكَ، ولا يكرهونه بل يفرحون به، ومن كان هذا حاله جاز البول في أرضه والأكل من طعامه، بل كانوا يستشفون به، بل ورد أن الأرض تبتلع ما يخرج منه ويفوح له رائحة طيبة (٣).


(١) ورد بهامش الأصل: لا حاجة إلى تقييد الباء بالفتح لأنه لا يكون قبل الألف إلا مفتوح.
(٢) انظر: "النهاية في غريب الحديث" ٢/ ٣٣٥، "مسلم بشرح النووي" ٣/ ١٦٥، "لسان العرب" ٤/ ١٩٢٢ مادة: (سبط).
(٣) روى هذا الخبر ابن سعد في "الطبقات" ١/ ١٧٠ - ١٧١ من طريق الفضل بن إسماعيل، عن عنبسة، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد، عن عائشة: بلفظ: "قلت يا رسول الله تأتي الخلاء منك شيء من الأذى! فقال: "أوما علمت يا عائشه أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء فلا يرى منه شيء"
ومن نفس الطريق أخرجه الطبراني في "الأوسط" ٨/ ٢١ (٧٨٣٥)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (٣٦٤) بنحوه.
ومن طريق ليلى مولاة عائشة عنها، أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" ١/ ١٧٦ بنحو ما أخرجه ابن سعد وبزيادة "وأجد رائحة المسك". =