للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غيره، وقد قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "فحيثما أدركتك الصلاة فصل" (١) والشارع يطلعه الله عَلَى أمر يغيب عنا.

التاسع:

قوله: (فما زال يكبر حَتَّى استيقظ لصوته (٢) رسول الله)، فيه التأدب في إيقاظ السيد كما فعل عمر؛ لأنه لم يوقظه بالنداء بل أيقظه بذكر الله، إذ علم عمر أن (أمر) (٣) الله يحثه عَلَى القيام.

العاشر:

معنى: "لا ضير" أي: ما جرى لا يضر، وشكواهم هو فوتهم الصلاة.

الحادي عشر:

إن قلت: كيف نام - صلى الله عليه وسلم - في الوادي عن صلاة الصبح حَتَّى طلعت الشمس مع إخباره بنوم عينه دون قلبه؟ (٤)

قلت: لا تنافي بينهما؛ لأن الشمس تدرك بحاسة البصر لا بالقلب، وأبعد من قَالَ: إن ذَلِكَ باعتبار الغالب، وقد يندر منه غير ذَلِكَ، وأراد الله تعالى بذلك إبراز حكم وتقرير شرع، وإنما لم ينم قلبه؛ لأجل ما يوحى إليه، فقد كان يُسمع غطيطه ثم يصلي ولا يتوضأ.

فإن قلت: لولا عادته الاستغراق في النوم؛ لما قَالَ لبلال: "اكلأ لنا الصبح" قلت: لعله لأجل التغليس، فإنه كان من شأنه، ومراعاة أول


(١) سلف هذا الحديث برقم (٣٣٥) كتاب: التيمم.
(٢) كذا في رواية المصنف وفي "اليونينية" (١/ ٦٤): بصوته. وفي هامشها مصححا أنها رواية أبي ذر الهروي والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت ونسخة لم يعلم صاحبها.
(٣) ورد في هامش (س) ما نصه: لعله: ذكر.
(٤) سلف الحديث الدال على ذلك برقم (١٣٨) كتاب: الوضوء، باب: التخفيف في الوضوء.