للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن العربي في "العارضة" في قوله: "تجلى لي بيت المقدس" يحتمل ثلاث معان:

أحدها: أن يكون خلق الله له الإدراك مع البعد المفرط، إذ ليس من شرط الإدراك عندنا وعدمه قرب ولا بعد.

ويحتمل أن يكون اطلع عَلَى مثالها، وعليه يَدُل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فجلَّى الله لي بيت المقدس عند دار أبي معهم بالبلاط".

ويحتمل أن يكون خلق الله له العلم بها دون مثال ولا رؤية (١).

الثاني عشر:

قوله: ("فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا") سميت هذِه بالدنيا، لقربها من ساكني الأرض، وروي سماء الدنيا على الإضافة. فيه: أن للسماء بوابًا حقيقة، وحفظة موكلين بها، وإثبات الاستئذان، وأنها فتحت لأجله، وذلك من باب التكريم والتعظيم.

الثالث عشر: قوله: "قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ: افْتَحْ".

الرابع عشر: قوله: "جبريل" فيه من الأدب أن من استاذن يدق الباب أن يقول فلان باسمه، ولا يقول: أنا. فقد جاء في الحديث النهي عنه (٢)؛ ولأنه لا فائدة فيه، لأنه إذا تعين مظهره أفاد وصار أعرف المعارف.

الخامس عشر:

قوله: (أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ) يحتمل هذا الاستفهام وجهين:


(١) "عارضة الأحوذي" ١١/ ٢٩٣ - ٢٩٤.
(٢) سيأتي الحديث الدال على هذا برقم (٦٢٥٠) كتاب: الاستئذان، باب: إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا.