للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بذلك، وهو ما رواه البيهقى عن طاوس، وقال مجاهد: فيها وارِ عوزتك ولو بعباءة (١).

وقال أبو محمد بن حزم: اتفقوا على أنه ستر العورة (٢).

وقال ابن بطال: أجمع أهل التأويل على أنها نزلت في الذين كانوا يطوفون بالبيت عراة؛ ولذلك أمر أن لا يطوف بالبيت عريان (٣).

وقال ابن رشد: من حمل {خُذُوا} على الندب قال: المراد بذلك الزينة الظاهرة من الرداء وغيره من الملابس التي هي زينة، مستدلًّا لذلك بما في الحديث أنه كان رجال يصلون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان (٤).

ومن يحمله على الوجوب استدل بحديث مسلم عن ابن عباس: كانت المرأة تطوف بالبيت عريانة فتقول: من يعيرني تطوافا. وتقول:

اليوم يبدو بعضه أو كله … وما بدا منه فلا أحله

فنزلت الآية السالفة (٥)، وفي رواية وهب بن جرير: كانت المرأة إذا طافت بالبيت تخرج صدرها وما هناك، فأنزل الله الآية (٦).

وعند الواحدي كان أناس من العرب يطوفون بالبيت عراة، حتى إن كانت المرأة لتعلق على أسفلها سيورًا مثل هذِه السيور التي تكون على وجه الحمر من الذباب وهي تقول: اليوم يبدو. وفي لفظ: وعلى فرجها خرقة (٧).


(١) "السنن الكبرى" ٢/ ٢٢٣.
(٢) "المحلى" ٣/ ٢٠٩.
(٣) "شرح ابن بطال" ٢/ ١٥.
(٤) "بداية المجتهد" ١/ ٢٢٣.
(٥) مسلم (٣٠٢٨) كتاب: التفسير، باب: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}.
(٦) رواه الطبري في "التفسير" ٥/ ٤٦٩ (١٤٥١٢)، والبيهقي في "سننه" ٢/ ٢٢٣.
(٧) "أسباب نزول القرآن" ص ٢٢٨ - ٢٢٩.